كاتب إسباني يتهم موقعنا هذا بالتعصب والتطرف!

السؤال

أنا طالب علم، من إسبانيا، وأدير غرفة محادثة في برنامج ” البالتولك “، التي نحاول من خلالها نشر تعاليم الإسلام لكل من المسلمين الجدد، وغير المسلمين، والحمد لله قد أسلم الكثير بسبب هذه الغرفة، نحن ضد أي عمل إرهابي، أو له علاقة بالعنف بشتى أنواعه، لكن قبل أيام إحدى الجرائد الإسبانية نشرت مقالًا تقول فيه: إن هناك عدة منتديات تدعو إلى العنف، مضيفة أن من يرتادون هذه المواقع عندما لا يجدون أجوبة لما عندهم يذهبون إلى موقع ” الإسلام سؤال وجواب “، واصفة إياه بـ ” التعصب “، و ” التطرف “.

أود لو أعطيتمونا نصائح حول كيفية مواجهة هذه الأخبار، نحن لسنا متطرفين أبدًا، ولا كما يصفوننا في المقال، اترك لكم رابط المقال.

http://www.elperiodico.com/default.asp?idpublicacio_PK=46&idioma=CAS&idnoticia_PK=508519&idseccio_PK=1008

الجواب

الحمد لله

إن ملاحقة كل ناعق يلقي بالكلام جزافًا حول الإسلام ودعاته يُذهب بالعمر، ويضيِّع الأوقات، وهي أغلى من أن تستنزف مع مثل هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون، وهم ينادون على أنفسهم بالجهل فيما يكتبون، وإن كان لا بدَّ من وقفات، فيمكن أن تكون في نقاط:

  1. ما هو تعريف ” التعصب ” و ” التطرف ” و ” الإرهاب ” عند ذلك الكاتب، وغيره من الساسة، والقادة، والإعلاميين؟! لا يستطيع العالَم الاتفاق على معنى لكل مصطلح مما سبق ذكره، وكل واحد ينظر إلى تلك المصطلحات ويجعل معانيها ما يفهمه هو منها، انطلاقاً من دينه، أو فكره، أو بلده، أو حزبه، فأنَّى لنا أن نلتفت لمثل هذا الهراء؟!.
  2. ونحن أُمرنا بالاستقامة على دين ربنا تعالى، وبالدخول في دين الله كله، وبأخذه بقوة، وطبيعي أن مثل هذا لا يعجب المنحلين والمميعين من المسلمين، فكيف له أن يكون محط إعجاب من كافر مشرك؟! وهل يُتوقع من مثل هؤلاء أن يعينوا المسلمين على الاستقامة على دين الله تعالى، ويحثونهم على عدم التفريط بدينهم؟!.
  3. إننا في موقعنا هذا – ومعنا الإخوة في مواقع الفتوى الأخرى من أهل السنَّة – لا نضع نصب أعيننا عند الجواب عن سؤال سائل: دولة، ولا حزبًا، ولا جماعة، تنتسب للإسلام، فهل سنضع في حسباننا رضى كافرٍ عما نقول، ونفتي به في دين الله؟! إننا لا نفرح بموافقتهم لما يمدحونه مما يرونه موافقاً لعقولهم ومبادئهم، ولا يضيرنا نقدهم لما نقول، فلهم دينهم ولنا دين، ولهم ربُّهم، ولنا رب، فكيف يتوقع كاتب أخرق أن نلتقي وإياهم في كلمة سواء إن لم تكن كلمة التوحيد ” لا إله إلا الله محمد رسول الله “؟!.
  4. ولو كان ذلك الكاتب منصفًا – هو وأمثاله – لرأينا لهم مواقف مما تنشره وسائل إعلامهم، وإعلام غيرهم من دول الكفر مما فيه إهانة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولما فيه طعن لديننا، ولرأينا مواقف لهم من ” فتاوى ” التعصب والتطرف والكراهية المقيتة التي تصدر من بابواتهم، وحاخاماتهم، ورؤساء أحزابهم، مما يتعلق بالأقليات المسلمة، ومما يتعلق بشعائر ديننا، كالحجاب، ولكننا نراهم يغضون الطرف عنها، ويبحثون عن مواقع الزلات من بعض المتحمسين من المسلمين، ليتوصلوا بذلك للطعن في ديننا ذاته.
  5. ولو كان هذا الكاتب – وأمثاله – من أهل الإنصاف لرأينا منهم نقدًا لما يسمعونه من تطرف، وتعصب، وكراهية، وإرهاب، وتعذيب، من زعيمتهم التي تحركهم ذات اليمين وذات الشمال، وهم يرون ويسمعون ما فعلت بالمسلمين في بلادهم التي احتلتها بالقوة، وفي بلادها هي التي جلبتهم إليها، ولو كانوا منصفين لعلموا أن ما يرونه من المسلمين هو جزء من دفاعهم عن أنفسهم، يصيب فيه من يصيب، ويخطئ فيه من يخطئ، ولسنا نعول في الحكم على أخطاء المسلمين على دولة استعمرت قطاعًا عظيمًا من الأرض سامت أهله سوء العذاب، ولسنا نعول على من أقامت محاكم التفتيش القبيحة النتنة للمسلمين، ولمن أسلم من أهل بلدهم، فهؤلاء أجدر أن يتعلموا الإنسانية، ويلبسوا ثوبها، قبل الطعن على غيرهم بالتعصب، والتطرف، والإرهاب.

والردود أكثر من أن يسعها هذا المكان، ولا نرى أنهم أهل لأن نسوق حججنا على ضعف كلامهم، وسقوط حجتهم، فكذبهم في كلامهم أشهر من أن ينبَّه عليه، وننصحكم بترك الرد عليهم؛ خشية عليكم من كيدهم، ولعدم التسبب في نشر باطلهم، إفكهم، فمثل هؤلاء يفرحون بمن يرد عليهم؛ حتى يعطوا لكلامهم قيمة، ويكون ذلك سببًا في انتشار أفكارهم.

واعلموا أن مثل هذه الردود والكتابات لا ينبغي أن تزيدكم إلا ثباتًا على الحق، وزيادة في التمسك به، واعلموا أن الله تعالى ناشر دينه، وخاذل عدوه.

ونسأل الله تعالى أن يجعل كيد من أراد الإساءة لهذا الدين في نحره، وأن يوفقكم لأن تكونوا دعاة على الكتاب والسنَّة.

 

والله الموفق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة