كيف يرد على طائفة ” الإجة محمد ” تعتقد ربوبية بعض أتباعها ويطلقون على أنفسهم الله؟!!.

السؤال

توجد طائفتان إسلاميتان زائفتان في الأمة الإسلامية (طائفة “الإجة محمد”) التي تعتقد بالتشبيه.  وقد بلغ ببعض أتباع هذه الطائفة أن أطلقوا على أنفسهم “الله”.  وهم أيضا يحاولون استخدام الترجمة القاديانية للقرآن محاولين بذلك إثبات صحة اعتقاداتهم.  فكيف أدحض اعتقادات مدعي الربوبية (الرجل-الرب) باستخدام الكتاب والسنة؟  ليس فقط بالنسبة “لأمة الكفر”، بل أيضا للنصارى.

(ملاحظة: بعض الكلمات غير صحيحة والنص غير واضح – المترجم)

الجواب

الحمد لله

أولًا:

لابد أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن هذه الأمة ستفترق.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: ” تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على  ثلاث وسبعين”، وفي رواية ابن ماجه ( 3993 ) من حديث أنس: ” كلها في النار إلا واحدة “.

رواه الترمذي ( 2640 )، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.

فإذا علم هذا فإن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة واحدة وهي المتمسكة بالكتاب والسنة ظاهرًا وباطنًا.

ثانيًا:

أن مدعي الربوبية هو أكفر من مشركي العرب قبل الإسلام الذين أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فالمشركون في الجاهلية كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحي المميت والدليل على ذلك قوله تعالى { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله }[ لقمان / 25].

ومع ذلك لم يرفع الله عنهم الشرك والكفر لأنهم كفروا بتوحيد العبودية وهو إفراد الله بأفعال العباد؛ فكانوا يسجدون لغير الله ويذبحون لغير الله، فشركهم الحقيقي كان إشراك العبادة مع الله فكانوا يشركون مع عبادتهم لله الأصنام والأوثان ويظنون أنها تنفع أو تضر من دون الله ولذلك قال الله تبارك وتعالى على لسانهم:{ أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب } [ ص / 5 ].

وقال أيضا: { والذين كفرا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر / 3 ].

وهذا يدل على أن مشركي العرب أقل كفرًا ممن ذكرهم السائل لأن مشركي العرب كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية وهؤلاء يكفرون به.

ثالثًا:

إن الله سبحانه وتعالى قد دحض في القرآن شبهات مدعي الربوبية، فقال الله تبارك وتعالى:{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }[ الأنبياء / 21 ]، وقال الله تبارك وتعالى:{ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون } [ المؤمنون / 91 ].

وفي قصة محاجة إبراهيم لمدَّعى الربوبية خير وسيلة للمحاجة قال الله تبارك وتعالى: { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }[ البقرة / 258 ].

فخذ بمثل هذا الأسلوب فقل لمدعي الربوبية إن كان ما تقولون حقا فليؤتوا بالشمس من المغرب أو فليحيوا الأموات أو فلينزلوا المطر من السماء أو فليخرجوا الزرع من الأرض.

رابعًا:

ومن الوسائل كذلك لمحاجاتهم بالعقل أن العقول الصحيحة والفطر السليمة قد اتفقت على أن الله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق فهو حي لا يموت وقيوم لا ينام ولا يلد ولا يولد ولا يحتاج إلى شيء مما تحتاج إليه المخلوقات فهل يستطيع هؤلاء الذين ادعوا الربوبية أن يفروا من الموت؟ أو هل يستطيعوا أن يهربوا من الأمراض أو الأسقام؟ فالجواب قطعا أنهم لا يستطيعون ، فكيف يكون هذا الناقص المنقوص هو الرب تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

خامسًا:

إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن الدجال الذي سيخرج في آخر الزمان سيدَّعي الربوبية وقد أخبر كل مسلم كيف يحاجه ويقطع الشك باليقين فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال هذا أعور، والله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق فمبدع هذا الكون وهذا الإنسان بهذا التناسق العجيب لابد أن يكون له الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال أعور فعن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما – قام رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال:” إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور “. رواه البخاري ( 2892 ) ، ومسلم ( 169 ).

وهذه الدلالة  دلالة ظاهرة لكل من يراها فلو كان هذا الدجال هو الرب الذي أبدع هذا الكون بهذا الجمال لاستطاع هو أن يرفع القبح عن نفسه وأن يرفع العور عن نفسه.

سادسًا:

لابد أن يعلم المسلم أن مثل هذه الفرق كالطائفة التي ذكرها والقاديانية والبهائية وغيرها من الفرق الضالة  ما أوجدت إلا لمحاربة الإسلام وإبعاد أهله عنه وبيان ضلالها وزيفها لا يحتاج إلى جهد جهيد  لإبطاله وبيان زيفه، وعلى المسلم أن يحذر المسلمين من هذه الفرق الضالة.

سابعًا:

وأما بالنسبة لدحض دين النصارى فلا يحتاج إلى كبير جهد ومن أفضل من رد عليهم بشكل مختصر ابن القيم -رحمه الله تعالى- إذ قال:

أعبَّاد المسيح لنا سؤال          نريد جوابه ممن وعاه؟

إذا مات الإله بصنع قوم                 أماتوه فما هذا الإله

وهل أرضاه ما نالوه منه                فبشراهم إذاً نالوا رضاه

وإن سخط الذي فعلوه فيه               فقوتهم إذاً أوهت قواه

وهل بقي الوجود بلا إله                 سميع يستجيب لمن دعاه

وهل خلت الطباق السبع                 لما ثوى تحت التراب وقد علاه

وهل خلت العوالم من إله                يدبرها وقد سمّرت يداه

وكيف تخلت الأملاك عنه               بنصرهم وقد سمعوا بكاه

وكيف أطاقت الخشبات                  حمل الإله الحق شد على قفاه

وكيف دنا الحديد إليه                 حتى   يخالطه ويلحقه أذاه

وكيف تمكنت أيدي عداه                 وطالت حيث قد صفعوا قفاه

وهل عاد المسيح إلى حياة               أم المحيي له رب سواه

ويا عجبا لقبر ضم ربًّا                   وأعجب منه بطن قد حواه

أقام هناك تسعاً من شهور               لدى الظلمات من حيض غذاه

وشق الفرج مولوداً صغيرًا             ضعيفا فاتحاً للثدى فاه

ويأكل ثم يشرب ثم يأتي                 بلازم ذاك هل هذا إله

تعالى الله عن إفك النصارى            سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب   لأي معنى              يعظم أو يقبح من رماه

وهل تقضى العقول بغير كسر         وإحراق له ولمن بغاه

إذا ركب الإله عليه كرها                وقد شدّت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقاً              فدسه لا تبسه إذ تراه

يهان عليه رب الخلق طراً              وتعبده فإنك من عداه

فإن عظمته من أجل أن                  قد حوى رب العباد وقد علاه

وقد فقد الصليب فإن رأينا               له شكلا تذكرنا سناه

فهلا للقبور سجدت طرًا                 لضم القبر ربك في حشاه

فيا عبد المسيح أفق                       فهذا بدايته وهذا منتهاه

” إغاثة اللهفان ” ( 2 / 291 ).

 

والله أعلم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

spot_img

أكثر الفتاوى شهرة