أجوبة على تساؤلات، ردود على إشكالات، توضيح لمقالات، فيما جرى من مناقشات، حول #كارثة_الطوفان (8)
كارثة الطوفان ( 8 )
الحمد لله
– كم نحن بحاجة لطوفان أخلاقي وسلوكي لنزع الحزبية واتباع الهوى.
٩. ومن حق أهل السنة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق أن يغضبوا من مدح قاتلهم ومعذبهم في سجونهم ومشردهم، وأن يعتبروا ذلك مشاركة في إثم ما فعل بهم وببلدانهم، فلماذا الغضب من هذا؟ بل هو حق لهم، ووقوف الحركة في صف أعداء تلك الشعوب يجعلها في صف (محور الرفض) الذي رضيته لنفسها والذي نعتقد أنهم يشترونهم بالفتات ليكسبوا صفهم، مما جعل الرافضة الإيرانيين يعدُّون “غزة” امتدادا لمشروعهم، وهو ما صرح به كبار قادتهم ومعمميهم، وأما تصريح القائد (السنوار) في غزة فهو واضح بالصوت والصورة أنهم تصالحوا مع (سوريا الأسد التي تمثل إحدى ساحات الحشد والارتكاز) وأنهم هم جند الشام! – [بينما قال بشار الأسد: “موقف حماس منا كان مزيجا من الغدر والنفاق!] – وأن (“حزب اللات” يمثل الشطر الأهم من جند الشام) وأنه ينتظر تطوير العلاقة مع اليمن ليكونوا من (جند في اليمن) ومع الحشد الشيعي في العراق ليكونوا من (جند في العراق) في تحريف قبيح للحديث، باختيار أخس وأقذر خلق الله من المجرمين والقتلة لأهل السنة حتى يكوّن معهم ساحة واحدة! ولولا عدم جواز فعل ذلك لنشرت مقاطع لجند الشام! وجند العراق! فيها من أقذر الألفاظ في سب الرب تعالى وسب دينه وعائشة رضي الله عنها وقذف الأعراض للمعتقلين السنة ثم تعذيبهم بالحرق والضرب بالسلاح والطوب حتى الموت.
[ وفي هذا اللقاء الجماهيري (قبل أشهر من الطوفان) سيتبين لكم التصريح بالاتفاق مع محور الشر على المعركة، وستسمعون اسمها (الطوفان)، وهو يوضح كيف تعرضوا للخيانة العظمى منهم (ولم ينفع نداء الضيف لهم في اليوم الأول)، ويتبين كذب خامنئي أنه تفاجأ بالطوفان، ويتبين كذب سليماني على السنوار لما قال له”ستقف إيران والحرس الثوري وفيلق القدس بكل ما يملك مع شعب فلسطين من أجل الدفاع عن القدس وبقائها عاصمة لفلسطين!” وقال له “كل مقدراتنا وإمكاناتنا تحت تصرفكم في معركة الدفاع عن القدس” ].
ولا أدري أي منهج وطريق يسلكه هؤلاء في التحالف مع هذه العصابات القذرة التي تحتل بلاد المسلمين، ليس التحالف في السلاح فحسب بل في الثناء عليهم والترحم على قتلاهم ولا يعرف لهم عداء ولا حرب ولا غيظ قلب إلا مع أهل السنة، ولا أتعجب من هؤلاء فقد عُرفوا من أول الأمر لما ذهبوا لمبايعة الخميني وسموا ثورته إسلامية وقال (مشعل) إن حماس الابن الروحي للخميني.
وكل ذلك ترعاه وتدعمه إيران والتي توسع قاعدة وجودها لتشمل بلدان كثيرة لتحقيق (إيران الكبرى) في تنافس محموم مع اليهود في تحقيق (إسرائيل الكبرى) وسيدهم الأمريكي يلعب بهم ويحقق مصالحه من خلالهم.
– وكيف سيكون شعور الأب السوري الذي هُدّم بيته وقُتل أولاده وهو يرى (خليل الحية) مبتسما في لقاء (بشار)؟ وكيف ستقبل الام السورية التي اغتُصبت ابنتها من ميليشيا أسد ويعذب ابنها في السجون أن ترى المشهد ذاته؟ لم يهم القيادة كل ذلك، وكانوا من قبل يزاودون بتركهم سوريا من أجل شعبها، فلما ازداد الطغيان النصيري وازداد القتل والتشريد رجعوا لحضن النظام قبل أن يَرجع للجامعة العربية!.
ولم تلتفتوا لفتاوى ونصائح وتحذيرات “المجلس الإسلامي السوري” و “هيئة علماء المسلمين في العراق” وطائفة ممن يثقون بعلمهم الشيخ الددو، مما حدا بالشيخ (وجدي غنيم) للغضب الشديد على أولئك القادة فوصفهم بـ (مجرمون، منبطحون، خونة) وتبرأ منهم.
– وفي عالم السياسة ليس ثمة شيء بالمجان خاصة مع الفرس المجوس، ولذا لا عجب أن قال بعض قادة الحركة إن إيران تستفيد من دعمها لهم بفوائد منها :
أ. تجميل صورة إيران في العالم السنّي! (وهذا يعني تسويق التشيع في البلاد السنية، واعتراف من إيران بقبح حقيقتها).
ب. ابتزاز الغرب بقوة العلاقة مع حماس! (ويظهر هذا جليا في مفاوضات إيران مع الغرب حول النووي والأموال المجمدة والحصار، ويعني أيضا تهديدهم بإقامة حروب مع طفلتهم المدللة الكيان الصهيوني! ).
وكلا السببين ذكرهما (خالد مشعل) في مقابلة مع (المديفر).
ج. إضعاف اليهود وإشغالهم عن معاركهم ضد إيران! (وهذا يعني إقامة حروب مع اليهود! .
د. إظهار إيران بأنها ليست طائفية فهي تدعم “حزب اللات الشيعي” و “حماس السنية”! (وهذا تصريح واضح بطائفية إيران وانها تفعل ذلك للتعمية استغفالا لعوام أهل السنة).
– ذكَر هذين السببين (هنية) في لقائه مع “الظفيري”.
– وأما الاستفادة من إيران بدخولها معهم في قتال اليهود فذاك ما لن يحصل، وإن وعدوهم به نظرا فلإهلاكهم وتدمير مدينة سنية وهو ما تفعله إيران أصلا، ولذلك شجعوهم على الاستمرار الطوفان (الإبادة) ونصحوهم بعدم قبول الهدنة.
أ. نبه خامنئي في أول أيام الطوفان هنية بإسكات الأصوات في الحركة التي تدعو إيران وحليفها “حزب اللات” للمشاركة في القتال.
ب. نالت إيران في الطوفان تزكية البيت الأبيض والخارجية الأمريكية والمخابرات المركزية، وتم تقديم المكافآت لها في ذلك.
ج. وراحت صيحة محمد الضيف في (٧ أكتوبر) مع الرياح لما نادى ذلك المحور الخبيث الذي أثنوا عليه خيرا وتوحدوا معه وهم يعلمون ما يفعل بإخوانهم من أهل السنة حيث قال (الضيف) [أدعو إخوتنا! في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة في فلسطين].
باستثناء ما قام حزب اللات من إقامة حرب ضروس استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة واستمرت لفترة وصدرت فيه إصدارات مرئية تذكّر بإصدارات داعش، كل ذلك كان على عمود أهلكوه (ونهنهوه)، وقال (مشعل) – على استحياء-:(حزب الله قام مشكورا بخطوات لكن تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كاف).
د. الحرس الثوري الإيراني يعيث فسادا في اليمن والعراق ولبنان وسوريا – وكل ذلك بالطبع بموافقة ومباركة أمريكا – كما كان الحال مع الدواعش تنقلهم بين الشام والعراق، وكما في احتلالهم للموصل – ومع ذلك لما طلب طالب جامعة إيراني تابع للحرس الثوري من خامنئي أن يرسله مع مجموعته المدربة إلى فلسطين لقتال اليهود، وضجت القاعة بالصياح (أيها القائد الحر! مستعدون،، مستعدون) قال له ولهم بكل وقاحة وصفاقة وجه (بعض الاقتراحات من الممكن أن تكون غير واقعية! كاقتراح الشاب العزيز الذي طلب إرساله إلى فلسطين) وأما إرساله هو وغيره لأي بلد عربي محتله فهو واقعي بالتأكيد وطلبه مجاب.
– وقبل أيام قال قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني : مشاهد غزة مؤلمة لكن أيدينا مكبلة ولا نستطيع تقديم شيء لها!.
١٠. وأما قضية الاضطرار فمقبولة لو كانت أخذا للسلاح فحسب، أما مدح دينهم، والترحم على هالِكهم، والحكم بالشهادة لمجرمهم، والذهاب لهم لتعزيتهم، وتكرار الاجتماع في ذكرى هلكاهم: فهو من التلبيس على الناس في دينهم، ومن يضطر لأكل الخنزير من الجوع لا يثني عليه ولا يتغنى بلحمه القذر.
– وعلاقة التنظيمات الحزبية والعسكرية بالدول علاقة (تبعية) بخلاف علاقة الدول بعضها مع بعض فهي علاقة (ندية) ولذلك تجدهم يتجسسون على بعض ويكيد بعضهم لبعض.
ومع ذلك فقد صرح أحمد عبد الهادي – ممثلهم في لبنان- أنهم – في العلاقة مع إيران – لم ينطلقوا من باب الضرورة والحاجة، بل قال “وإنما انطلقنا من كوننا واحد، جسد واحد، مكوّن واحد، مقاومة واحدة”! فليس الأمر ضرورة ولا حاجة بل هي تبعية محضة، ونرى ذلك واضحا في تقريراتهم وفي تضحيتهم بالشعوب السنية في البلاد المحتلة من الرافضة، ولا أرى هذه التبعية إلا في القيادة المرتزقة دون باقي الشباب المجاهد الذي أعدّ نفسه لله لنصرة دينه وليس تبعية لعدو مجرم لا يقل جرما عن العدو الصهيوني، وإن وجد غير ذلك فمن جاهل أو مغرر به.
حرر يوم الأربعاء 27/12/1445 هـ الموافق 3/7/2024 م