أجوبة على تساؤلات، ردود على إشكالات، توضيح لمقالات، فيما جرى من مناقشات، حول #كارثة_الطوفان (6)

كارثة الطوفان ( 6 )

الحمد لله

* توضيح: من نقل عني أنني أطعن بالمجاهدين فهو (كذاب) وإنما أطعن في القيادة الإيرانية، والتي تتحكم في هؤلاء الصادقين، وأراهم ضحية كما الحال غزة كلها ببيوتها وأهلها، وقد ذكرت في مقال سابق أننا ندعو لهم بالتسديد والإخلاص والقيادة الرشيدة، وأنهم ذهبوا ضحية مغامرة غير محسوبة من نزق كان يحتاج لسنوات ليتعافى من مرضه النفسي في سجون الاحتلال لا أن يتولى قيادة هذه النخبة التي هي في طور الإعداد لا الدخول في حرب تضيّع تعبهم، وتفني شبابهم (كما حصل في أول يوم من المقتلة الكبيرة لكتيبة الحُفّاظ وراح منهم “٤٠٠ مجاهد حافظ” تقبلهم الله في الشهداء ).

وكان له عبرة في صاحبه حسن نصر اللات الذي اختطف جنديين يهوديين في (٢٠٠٦) ليبادلهم بأسرى عندهم فلقنوه درسا بليغا ودمروا لبنان في قصف استمر ل (٣٤) يوما لأجل ذلك [ألف قتيل ومليون نازح!] وقال (لو عندي احتمال واحد بالمئة سيحصل هذا لن أقوم بهذه العملية قطعا، لأسباب إنسانية وأخلاقية واجتماعية وأمنية عسكرية وسياسية، لا أنا أقبل ولا حزب الله يقبل ولا الأسرى بالسجون يقبلون ولا أهالي الأسرى يقبلون)، وأنت أيها القائد صاحب رواية “الشوك والقرنفل” ألم تكن عندك هذه النسبة وأنت خططت أضعاف أضعاف فعل حسن؟ ألم تتعظ بما فعله صديقك حسن وما جره من ويلات على بلده وشعبه؟ ولعلك رأيت كيف جعلوا له (عمودا) يتسلى به أثناء تدمير غزة.

“وبقي للأجيال درس بليغ أنك تملك السيطرة على أفعالك لكن لا تملك التحكم في ردات فعل خصمك، وأن التحكم في الطلقة الأولى لا يعني التحكم في تداعياتها وتطوراتها”]].

٨. ولست بصدد ذكر التفاصيل في المناقشات التي جرت بيني وبين موافقين ومخالفين، لكن من حق المراقب المطلع أن يسأل مثلا:

١. من الذي قرر هذا الهجوم وما هي مبرراته الحقيقية وما دور محور التشيع فيه؟ وهل اتُّخذ بالغالبية أم هو قرار فردي؟ وسواء كان هذا أو هذا هل حسبت أمور المدنيين من حيث الحماية والطعام والشراب والعلاج؟.

٢. ويسأل عن مقطع الفيديو الكارثي الذي يأسر فيه جنود القسام خمس مجندات يهوديات واحدة منهن تلبس لباسا عاريا! وبقيت هكذا حتى أدخلت في السيارة وأن المقاتلين قالوا عنهن (سبايا) ووصف واحد منهم إحداهن أنها جميلة!

ولعل هذا السبب في إطلاق (إيدي كوهين) وغيره لقب (دواعش) على الحركة، وأن هذا المقطع الكارثي كان سببا مهما في تعريض نساء غزة ورجالها لأعمال شنيعة مما يتعلق بالعرض مما رآه العالم من تعرية رجال غزة بالبرد الشديد في ساحات مكشوفة ثم نقلهم بطريقة مذلة في الشاحنات، ومما سمعه العالم من كلام بعض العفيفات مما رأته من انتهاكات للنساء الحرائر، في سابقة لم تحصل في تاريخ النضال مع اليهود؟.

– وهذا المقطع الكارثي قدمه اليهود للدول الحليفة لتقديم أكثر وأسرع ما يستطيعون من عتاد وأسلحة ومقاتلين.

– والتصوير كان منكم ووقع في أيديهم ونشرته عائلات الأسرى اليهود للضغط الشعبي على النتن للإسراع بقضية الرهائن.

أليس من الواجب على من يريد أن يتخذ المقاتلات سبايا أن يحفظ عرضه أولا ويؤمن عليهن من انتقام العدو؟.

٣. وبخصوص العلماء الذين أيدوا فعلكم في السابع من أكتوبر أو (رقعوا لكم) لماذا لم يكن هذا هو الموقف نفسه من قتال (الدواعش) لرؤوس الكفر والطغيان؟ولماذا لم يكن هذا هو الموقف من (القاعدة) في (أحداث سبتمبر) فلم ينصروها، بل تسابقوا للإنكار وبيان ضلال الفعل وأنه لا يؤيده دين ولا عقل ولا قانون، وتسابقوا لنفي كونها (عملية استشهادية) ونفوا عنهم وصف (الشهيد)، وقالوا بوجود أيادٍ خفية وراء هذه الأعمال من أجل الإساءة للإسلام وخدمة لأعداء الأمة الإسلامية.

وأنا أجزم يقينا أن هذا (الطوفان) لو كان من غير جماعتكم لرأينا الإنكار عليه على أشده وأنه تسبب بكثرة القتل وهتك العرض والتشريد وأن القوى غير متكافئة وأن هذا من إلقاء النفس بالتهلكة وأن المسلمين في حالة ضعف يحتاجون للإعداد والاتحاد، وغير ذلك من التأصيلات، سواء كان هذا الفعل في فلسطين أو غيرها في قتال أهل الكفر.

٤. وأنتم تقولون للأتباع عن طريق قناتكم (الجزيرة) وكتّابكم في مواقع التواصل إنكم في انتصار عظيم وإن الكيان الصهيوني في انحدار وهزيمة وتفكك داخلي، والسؤال المنطقي – والحال هذه عندكم- : ما بال المنتصر هو الذي يطالب بوقف الحرب واستجداء أهالي الأسرى أكثر من مرة (الوقت ينفد) والمنهزم هو الذي يعطل ويماطل وقفها؟.

والعدو الصهيوني خبيث وماكر لدرجة أنه يظهر قوة خصمه (حماس) ويظهر ضعفه في القضاء عليهم وأنهم يحتاجون لوقت طويل لتحقيق ذلك، ويمشي هذا على (المحللين) والكتّاب الحزبيين وعلى الأغرار السذج الذين يسارعون للصق هذه البروشورات على قصصهم في الفيس وحالاتهم في الواتس، وبعضهم يعلق بتعليقات تليق بقلة عقله يحسب أنها تؤثر في خصمه!.

بينما الواقع على الأرض هو الذي يحكي الحقيقة فحرب اليهود تدميرية إبادية، المجزرة يعقبها مجزرة، والحصار بالجوع والعطش وعدم الاستقرار هو واقع حقيقي وليس افتراضيا، ولا يذوق البأساء والضراء إلا أهلنا في غزة، وأما المتغنون بالانتصار الوهمي فهم ما بين استوديو مكيف بيومية خيالية وما بين جلوس على شاطئ في أستنبول أو مقهى في عمّان.

٥. ومن حق كل أحد أن يسأل بأي وجه حق تجعلون الأسرى الخنازير بين المدنيين وأنتم تعلمون أن الحصول عليهم (أو حتى قتلهم) سيكون بمجزرة رهيبة للمدنيين البريئين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب، وقد حصل فعلا في “مجزرة النصيرات” عند تحرير الرهائن اليهود.

وقل مثل ذلك في إطلاق النار من بين مخيمات النازحين في رفح مما تسبب في حرق الناس في خيامهم لما قصف اليهود منصات إطلاق الصواريخ وأنتم تعلمون أن “الزنانات (المسيرات) ” تجوب سماء غزة ليلا ونهارا.

– علمنا من (أبو مرزوق) عنكم أن حماية المدنيين ليس من عملكم ولا مهمتكم لكن هذا لا يجعلكم تتسببون في حرقهم أحياء وقتلهم.

حرر يوم الإثنين 25/12/1445 هـ الموافق 1/7/2024 م

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
12,400المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة