أجوبة على تساؤلات، ردود على إشكالات، توضيح لمقالات، فيما جرى من مناقشات، حول #كارثة_الطوفان (3)

كارثة الطوفان ( 3 )

٣. أكثر ما يؤذي من هؤلاء (المنكرين المعترضين) أنهم لا يفهمون أن ما نقوله هو ردود وأحكام على أشياء فُعلت وقيلت، وليست ابتدائية، فتوجيه الشكر لمحور الرفض مع خيانتهم لهم، وتعزية مجرميهم ممن هلك (في سوريا أو لبنان – ليس في فلسطين-) أثناء الطوفان، وإهداء العمليات القتالية لأحزاب ومنظمات رافضية قَتلت من المسلمين في أشهر أكثر مما قتله اليهود في سنوات، وتهييج ساحة الأردن والزج بالعشائر والشباب العاطفي في مواجهة مع الدولة في نداءات انطلقت من القيادة السياسية إما بعد زيارة لإيران مباشرة أو أثناء الزيارة -بما يمكن أن تراق فيه دماء وتمنع فيه خيرات كثيرة لأهلنا في غزة من علاج وطعام وماء -، [وعلى الهامش: فقد وجهوا نداءات لشعوب مصر والأردن والجزائر والمغرب للتحرك بمظاهرات (مستدامة) ولا يجرؤ واحد منهم على توجيه النداء نفسه بالتحرك لشعوب سوريا ولبنان والعراق واليمن! وذلك أنهم يحالفون قاتليهم ومحتليهم فكيف يكون لهم وجه في ندائهم؟ لتعلم أن كل خراب ودمار وقتل لأهلنا فوراءه إيران، وكل فرقة أحدثوها بين الشعوب السنية فوراءها إيران]، والقيام ببدع الخميسية وقيام الليل والدعاء الجماعي-ولم نر مثل هذا أيام جهاد الأفغان والشيشان والعراق وسوريا-والسبب معلوم أنهم ليسوا من الحزب-، والسب والشتم والتصنيف الجائر لأصحاب وجهات نظر مخالفة، وغير ذلك كثير، كل ذلك هل يسع طالب العلم أو العالم تركه بلا حكم وبيان؟ وتكاتفت الجهود وتراصت الصفوف لإسكات كل مخالف حتى خيّل للعامة أن (المقاومة) معصومة بما يقوله المدافعون بلسان حالهم أو مقالهم، وقد نطق بعض من لا يفقه شرع الله فقال كلمة ضلال عظيم في ذلك وأنهم (لا يضرهم ما فعلوا بعد اليوم).

٤. والخلط بين القيادة وعامة المقاتلين مما لا يليق بكم نسبته لي فيما تفترونه علي عند أتباعكم ومريديكم، فأنا أجزم (فيما يظهر لي) بحسن نية غالب المقاتلين وأنهم يريدون الله والدار الآخرة وندعو لهم بمزيد إخلاص وحسن متابعة، [وندعو لهم بتسديد رميهم والنكاية بعدوهم المجرم اللعين (ولا نزال ندعو في مسجدنا في قنوت النوازل في أكثر الفرائض الجهرية)] وندعو لهم بأن يرزقهم الله قيادة راشدة، كما أنني أجزم بـ(إيرانية) غالب القيادة السياسية ورأس القيادة العسكرية، ومن حق المسلمين معرفة أفعال هذه القيادة والذين (استغلوا) حماس الشباب وصدقهم لإدخالهم في معركة غير متكافئة، وأنه قد حيكت مؤامرة كبيرة لجر أرجلهم لهذه المعركة كما فعلوا مع صدام حسين في دخول الكويت، ومع ابن لادن في تفجيره للبرجين في نيويورك، والجامع بين هؤلاء الثلاثة (جنون العظمة) التي نجح الكافر بإعلامه الخبيث في زرعه في نفوس أولئك لتنفيذ مخططاته، وقد اعترفت الأجهزة الأمنية اليهودية بذلك من أول الأمر ومن بعده.

ومما يدل على صحة كلامي الاحتفاء اليهودي بهذا الطوفان الذي كانوا يعرفون وقوعه وقد خططوا لذلك وكأنهم تفاجأوا به، ثم اعترف بذلك إعلاميًهم قريب الصلة بالمخابرات اليهودية “إيدي كوهين” وشكر “حماس”! على الفرصة التاريخية التي قدمتها لليهود، وقد جمعت أقواله في هذه الصورة:

وهذا الإعداد للشباب المتحمس الأصل أن يكون في معركة تحرير مدروسة بعناية وفي وقتها المناسب، ومن قواعد المنطق العقلي والشرعي (من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه)، ولا تقل إن تقديرهم صواب، بل هو كارثة تسبب بدمارٍ لكل ما بني لوقته حتى تعجله أولئك ، فلا هي (مغامرة مدروسة) – كما ادعاه (خالد مشعل) والمنظّر الحزبي (محمد أحمد الراشد) – ولا هي ذات (نتائج غير مسبوقة)-كما ادعاه (هنية)-، بل هي مغامرة طائشة ذات نتائج كارثية، وإلا فقل لي ماذا تسمي هذه الكوارث من أعداد القتلى (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء) والجرحى وتدمير البيوت والبنى التحتية؟ هل هي انتصار؟ نعم انتصار عند مشاهدي أفلام الحروب و(الأكشن) والذين يرونَ بقاء (البطل) على قيد الحياة هو انتصار ولو ذهبت المدينة كلها، أو بميزان أصحاب الثورات غير الإسلامية والذين يعدّون بقاء القيادة على قيد الحياة انتصارا ولو مات الشعب كله ودمرت البلاد على أهلها!.

ولن أتعجب إذا ما عدّ هؤلاء خروج أسرى فلسطينيين على أنقاض بيوت غزة وجثث أهلها التي تحت التراب وتحت الهدم أنهم يعدونه انتصارا! كما لن أتعجب إذا عدوا هزيمة (النتن) في الانتخابات انتصارا! والأتباع جاهزون للتصفيق وإطلاق الأعيرة النارية لهذا الانتصار! .

– والعاقل لا يدخل معركة ليفرح ساعة من نهار ثم يكتسح العدو المجرم البلاد ويقتل العباد ويهتك الأعراض ويفني الأخضر واليابس.

ومع ذلك لا نرى أي إنجاز من هذه المعركة فعدد الأسرى تضاعف كثيرا (فضاع هدف تبييض السجون)، والمسجد الأقصى أغلق فترة وضيق على المصلين في الصلاة فيه زمانا طويلا (فضاع هدف تحريره وعدم التعرض للمصلين وضاعت عنترية (السنوار) لما قال (هذه الصورة-اعتداء اليهود على الأقصى – ممنوع أن تتكرر!) ، وتوقف الكلام عن (عودة اللاجئين) في الخارج إلى فلسطين فصار بدلا منه الكلام عن (عودة النازحين) (فضاع هدف عودة اللاجئين)، وصارت المعارك دفاعية (فضاع هدف التحرير)، ثم يأتيك شباب عاطفيون قد تأثروا بمقاطع تفجير وقنص لمجرمي اليهود ليعدّ ما يحدث من كوارث انتصارا (عنزة ولو طارت).

وقد اعترف بعض القادة أنهم لم يتوقعوا هذا الرد من اليهود! (ونعم التخطيط! وحسن الظن باليهود) فكان الواجب السعي في إيقاف المعركة والاعتراف بالتعجل والاعتراف بتعرضكم للخيانة من جماعة “وحدة الساحات”، وللأسف لم يحصل ذلك، فكل الشكر لإيران و أذنابها وكل الطعن في العرب حتى جرى ذلك على ألسنة العوام؛ مع أن الأصل أن يتوجه اللوم والشتم للخونة من الروافض ممن وعدكم بالدخول في المعركة ثم تخلوا عنكم جهارا نهارا، وقد غششتم شعبكم والعالم بعدم إظهار هذه الحقيقة، ومن شاهد اللقاء مع (صالح العاروري) في قناة (الميادين الشيعية) قبل الطوفان بقليل، ودقق في كلمات السنوار قبل المعركة علم صدق ما أقول وأنهم تعرضوا لخيانة عظيمة وللأسف أنهم لم يظهروا الحقيقة للناس.

وقد تبين (جر الرِّجل للمعركة، واستعداد القيادة اليهودية لتنفيذ مخطط التدمير لغزة) لكل عاقل من إهمال اليهود لأسراهم، وتفعيل “بروتوكول هانيبال” – جندي قتيل ولا جندي أسير -.

وبان ذلك واضحا من الفرق في صفقات تبادل الأسرى، فمقابل الجندي اليهودي (شاليط) تم الإفراج – عام ٢٠١١ – عن (١٠٢٧) أسيرا فلسطينيا، بل قد أفرج عن (٢٠) أسيرة فلسطينية لدى اليهود مقابل مقطع فيديو لدقيقة واحدة يبيَّن فيه سلامة (شاليط)، بينما خسفت الأعداد في أول الطوفان – ٢٢/ ١١/ ٢٠٢٣ – إلى أسير يهودي (واحد) مقابل (ثلاثة) أسرى فلسطينيين! وبه تتبين الأمور وواقعها من خلال المقارنة الصعبة بين الأعداد في الصفقتين.

وأعجب من الشباب الذين يلمزون ويهمزون في مشاركاتهم ومنشوراتهم والواحد منهم لا علم ولا فهم ولا خبرة مع سوء الأدب أنهم يعجبهم الذي يخدرهم ويمنّيهم بالأماني مما لا واقع له ولا أساس، كمثل المهازل التي حدثت في (مؤتمر وعد الآخرة) والذي أقيم في “غزة ” في شهر ٩/ ٢٠٢١ – على تصديق خرافة وكهانة زوال إسرائيل عام ٢٠٢٢-، وتشكيل (هيئة وعد الآخرة) وقد تحدث في المؤتمر المهندس (كنعان عبيد) وجاء بمهازل تضحك منها الثكلى، ‏منها طلبه من الناس بيع ما عندهم من “الشيكل” حيث سيصير بلا قيمة ويلقى في الأرض، ومنها طلب” كنعان عبيد” من أهل الاختصاص دراسة كيفية إدارة المناطق المحررة داخل أراضي 48، وكيفية إدارة مفاعل ديمونا! وآلية إدارة 28 ألف مؤسسة إسرائيلية، وطلب نماذج لصك عملة فلسطينية! وكل هذه المهازل قيلت في المؤتمر برعاية (السنوار) وحضور قادة ومشايخ ودعاة.

– فما أسهل التخدير وأصعب ذكر الواقع، على مثل هؤلاء.

– وقد كتب (الأستاذ أحمد يوسف صالح) المستشار السياسي السابق لـ(هنية) [أضاعونا وصار الحُلم هو الخيمة] معترفا بالواقع المر.

وكتبت أنا [أضاعونا وصار الحُلم هو الخبزة]. والله المستعان.

[[ تنبيه : كل ما أذكره في مقالاتي من أقوال فهو موثق عندي بالصوت والصورة أو الصوت أو الكتابة]].

حرر يوم الخميس 21/12/1445 هـ الموافق 27/6/2024 م

ابقَ على إتصال

2,282المشجعينمثل
28,156أتباعتابع
11,800المشتركينالاشتراك

مقالات ذات صلة