الفرق بين دعاء صفة من صفات الله تعالى وبين الحلف بها.
سألني أخ فاضل:
قد أُشكل عليّ في مسألة حرمة دعاء صفات الله عز وجل، وجواز الحلفان بصفاته سبحانه.
فما وجه التفريق بين حرمة الأول وجواز الأخير؟
فأجبته:
الحمد لله
يُفرَّق بين دعاء صفات الله والحلف بها بناءً على مفهوم التوحيد وما يقتضيه من عبادة الله وحده دون سواه.
= دعاء صفات الله تعالى:
دعاء الصفة يعني التوجه بالدعاء إلى صفة من صفات الله كأنها مستقلة، مثل قول: “يا رحمة الله، ارحميني” أو “يا قدرة الله، أعينيني”.
هذا الفعل غير جائز؛ لأنه يُشعر بأن الصفة كيان مستقل عن الله، مما يتعارض مع التوحيد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
وأما دعاء صفاته وكلماته: فكفر باتفاق المسلمين، فهل يقول مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعنِّي، أو: يا علم الله، أو: يا قدرة الله، أو: يا عزة الله، أو: يا عظمة الله ونحو ذلك؟ أو سُمع من مسلم أو كافر أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره؟ أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصراً أو إغاثة أو غير ذلك؟.
انتهى
= الحلف بصفات الله:
أما الحلف بصفات الله، كقول: “وعزة الله” أو “بقدرة الله”: فهو جائز ومشروع؛ ذلك لأن الحلف بصفات الله هو حلف بالله نفسه، وصفاته غير منفصلة عنه.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
الحلف بالله وبصفاته وبأسمائه كله حق كله جائز، مثلما جاء في الحديث: “أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر”، “أعوذ برضاك من سخطك” ، “أعوذ بكلمات الله التامات” .
فالتعوذ بصفات الله، والتعوذ بكلمات الله، والحلف بها: كل ذلك جائز، يُحلف بالله، يُحلف بصفاته، وعزة الله، وقدرة الله، وعلم الله، وحياة الله؛ كله جائز، كما يقول: والله أو بالله تالله، أو: والرحمن أو الرحيم أو العزيز أو الحكيم: كل هذا جائز، وهكذا إذا قال: وعزة الله، أو بعزة الله، أو بعلم الله، أو ما أشبه ذلك.
انتهى
= الفرق بينهما:
الفرق يكمن في أن دعاء الصفة يُشعر بالانفصال بين الله وصفاته، مما يؤدي إلى الشرك.
أما الحلف بالصفة: فهو تأكيد على عظمة الله وتوحيده، لأن صفاته جزء من ذاته.
= الخلاصة:
– دعاء صفات الله: غير جائز؛ لأنه يُشعر بالانفصال بين الله وصفاته.
– الحلف بصفات الله: جائز ومشروع؛ لأنه تأكيد على عظمة الله وتوحيده.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، ويجنبنا الزلل.
والله أعلم